head
Au dessus
Collaborateursصيدلة في المغرب

المجالس التأديبية بين المسؤولية القانونية والالتزام الاخلاقي

contenu article

من أخطر الأمراض المستعصية والفتاكة التي يعاني منها الجسم الصيدلاني منذ مدة ليست بالقصيرة الفوضى وعدم احترام اخلاقيات الممارسة المهنية السليمة والاستهتار بميثاق الشرف الصيدلاني. البعض يرجع الظاهرة الى الأزمة الاقتصادية التي بدأت تعرفها المهنة منذ أواسط التسعينيات والبعض الاخر يعتبر غياب القوانين الجزرية وعدم فعاليتها سببا مباشرا في اتساع رقعة الفوضى والفساد،

amine salih
أمين صالح

وإن كان الأمران متداخلان متلازمان فإن الاكيد ان الظاهرة ما كان لها لتنتشر لولا تدني المستوى الاخلاقي لبعض الزملاء وطغيان الانانية وتغليب الهاجس المادي فوق اي اعتبار متناسين المكانة الحضارية والإنسانية للمهنة وطبعها الاجتماعي الراقي. أمام هذا الوضع المعقد والشائك،شرع المجلسين الجهويين للشمال في ممارسة مهامهما،وعلى جدول الاولويات،تفعيل المجالس التأديبية،وهذا الامر ليس اختيارا،بل التزام اخلاقي ومعنوي اتجاه القاعدة الصيدلانية العريضة التي منحتنا شرف التمثيل،وكنا نعلم ان هاته الخطوة هي بداية للضربات والهجمات والتشكيك،اذ بدأ يبرز للعيان تحالف هجين غريب يجمع أقلية ممن تسببوا في حالة الفوضى والفراغ والتيه للمهنة مع مجموعة الانتهازيين والفوضويين الذين استغلوا هاته الحالة المرضية من اجل الاغتناء وملء جيوبهم من أرزاق باقي الصيادلة،عصبة من الجشعين واللصوص الذين اغتنوا من معاناة باقي الصيادلة الشرفاء. المؤلم في الامر ان هاته العصابة تحاول تهييج باقي الرأي العام الصيدلاني بزرع الاكاذيب من جهة وبالعزف على أحاسيس ومشاكل الصيادلة الكثيرة،وكأن كل المشاكل بدأت في القطاع فقط منذ تولي المجلسين لمهامهما!!!!وكيف يعقل ان يبكي البعض على حال الصيادلة وهو جزء من الأسباب التي أدت الى ظهور هاته الأوجاع والأورام الخبيثة!!!!؟

لذلك نهيب بجماهير القطاع الصيدلاني الشرفاء ان ينتبهوا الى هاته المحاولات الخادعة والدموع المصطنعة…. اذن باشرنا ما عاهدنا به الصيادلة،رغم الحواجز القانونية وضعف التشريعات ،التي تحد من فعالية المجالس التأديبية،لكننا سنستعمل كل الوسائل المتاحة لنا لمحاولة إعادة الهيبة والانضباط للمهنة.وفي الوقت نفسه نطالب بتحيين القوانين من اجل حماية المهنة من العابثين بمصيرها من الداخل والخارج. هدف المجالس التأديبية ليس الزجر،بل التأديب والتخليق،هي ليست محاكم جنائية،هي محاكمة الضمير الصيدلاني الغائب،هي محاكمة الالتزام الاخلاقي امام مهنة أعطتنا الكثير وخذلناها،هي محاكمة واقع متردي بائس،هي محاكمة ذمم و عقليات مريضة. ولن تكون هاته المجالس التأديبية ذات مصداقية،وذات فعالية،اذا لم تتوفر في أعضائها شروط النزاهة والحياذ،فهذا اختبار امام الله بالدرجة الاولى،واختبار امام صيادلة المملكة،يجب الا نشم رائحة الانحياز وتصفية الحسابات والمحاباة،يجب ان تسمو الأخلاق ،يجب ان نقدس المهنة،ولن يتأتى كل هذا الا بدعم الصيادلة الشرفاء وتشجيعهم لنا.نحن منفتحون على انتقاداتهم البناءة وتوجيهاتهم السديدة،فلا يستقيم البناء المائل بدون تعديلات،ولا الرأي السديد بدون توجيهات،وحاشا ان يضل الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وهو القائل:ما خاب من استشار. تحية صيدلانية صادقة.

أمين صالح

Bouton retour en haut de la page