مشروع الجهوية ومدى قدرته على حل المشاكل المستعصية للقطاع- امين صالح

لك-ي نتمكن من مناقشة هاته الاشكالية بمختلف ابعادها لا بد من وضع تشخيص سليم لواقع المهنة و طبيعة المشاكل التي يعاني منها الصيدلاني المغربي.
ان تشخيص هذا الواقع امر معقد وشائك.ويحتاج الى نقاش علمي اكاديمي سليم بعيدا عن الصراعات والمزايدات.والمشاكل اليومية التي يعاني منها الصيدلاني ذات بعدين اولهما مادي صرف و ثانيها اخلاقي قانوني مع وجود ترابطات بين الامرين.
ولعل اهم ما أوصل القطاع الى هاته الوضعية الكارثية هو عدم مواكبة التشريعات والقوانين لتطور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المغربي وتقادم القوانين المؤطرة للمهنة ما نتج عنه فراغات قانونية تشريعية استغلها البعض لتقويض المهنة إما من الداخل او الخارج.
ولكي نتمكن من معرفة مدى قدرة الجهوية على حل هاته المشاكل يجب ان نعرف شكل هاته المجالس والصلاحيات الممنوحة لها.فإذا كانت مجالس جهوية صورية تهتم بتدبير الامور الادارية دون مجالس تاديبية و صلاحيات حيوية فاعتقد انه لا فائدة منها ولا داعي للحديث عن جهوية حقيقية بل هي مجرد ذر للرماد في العيون.
اما ان كانت مجالس جهوية معبرة عن ارادة حقيقية للقاعدة الصيدلانية الواسعة ومنتخبة بشكل ديموقراطي نزيه قادرة على ممارسة العقوبات التاديبية وممثلة بالتساوي بين كل مناطق المغرب لا بمنطق الكثرة.فاعتقد شخصيا انها ستتمكن من:
أولا.المساهمة في تخليق الحياة المهنية وضبط المخالفات اللا اخلاقية التي تسيء لصورة الصيدلي في محيطه المهني ومحيطه العام.
ثانيا.تواجد هاته المجالس بالقرب من الصيادلة يساهم في ايصال اصواتهم وخاصة اولئك الذين يفضلون الصمت والمعاناة منفردين ومعرفة مشاكلهم وبلورة افكار جديدة لانقاذ المهنة تتماشى مع المستجدات.